الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
هذا المال فكان يتصدق منه ويصل الرحم؟قال كعب: إني لأرجو له.فغضب ورفع عليه العصا وقال:وما تدري يا ابن اليهودية ليودن صاحب هذا المال لو كان عقارب في الدنيا تلسع السويداء من قلبه (1) .السري بن يحيى: حدثنا غزوان أبو حاتم قال:بينا أبو ذر عند باب عثمان ليؤذن له إذ مر به رجل من قريش فقال:يا أبا ذر! ما يجلسك ها هنا؟قال: يأبى هؤلاء أن يأذنوا لنا.فدخل الرجل فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال أبي ذر على الباب؟فأذن له فجاء حتى جلس ناحية وميراث عبد الرحمن يقسم.فقال عثمان لكعب: أرأيت المال إذا أدي زكاته هل يخشى على صاحبه فيه تبعة؟قال: لا.فقام أبو ذر فضربه بعصا بين أذنيه ثم قال:يا ابن اليهودية! تزعم أن ليس عليه حق في ماله إذا آتى زكاته والله يقول: {ويؤثرون على أنفسهم} [الحشر: 9].. الآية ويقول: {ويطعمون الطعام على حبه} [الدهر: 8] فجعل يذكر نحو هذا من القرآن.فقال عثمان للقرشي: إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى.وروي عن ابن عباس قال:كان أبو ذر يختلف من الربذة إلى المدينة مخافة الأعرابية (2) ؛ فكان يحب الوحدة فدخل على عثمان وعنده كعب... الحديث.__________(1) إسناده صحيح وهو في " طبقات ابن سعد " 4 / 232 و" الحلية " 1 / 160.(2) أي: توطن البادية بعد الهجرة وقد ورد النهي عن ذلك انظر " مسند أحمد " 1 / 409 و430 و465 والنسائي 8 / 147 في الزينة: باب الموتشمات.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 68 - مجلد رقم: 2
|